.
.
هَاقد كبرتُ وعلَى مَسامِعي الضّجر في غيابكِ
أُمّاه أين اراكِ ؟ هل قد أراكِ في فكري مُلطّخة بدمائك ؟ِ
هل قد أرى يدكِ تدفعني داخلَ المأوى ؟
او قد اراها تكافئني بقطعة حلوى ؟
هل قد اراها ترتفع لله وتُكثر الرّجوى
او قد أراها ترتفع ترجُوه لطفلها ان يدَفع البلوى ؟
هَل قد أراها تناولُني الرّغيف ؟
ام انّها غرقَت هِي الُاخرى بين النّزيف
هل قد اراكِ تؤويني بحضنكِ بعد كابوسٍ مُخيف
وعلى مسامعي صوت نبض قلبكِ الخفيف ؟
هل قد اراكِ تسليني .. وتجمعين لي اوراق الخريف ؟
اُمّاه ... اين اراكِ ؟
لِم لَم تُجيبي ! أين اراكِ ؟
هل قد أرى ثغرك يلقّنني الكلام ؟
أو قد أنامُ ومبسمِي يعلُوه الوِئام ؟
اولم تري وحشيّتي .. والكل يلقي لي المَلام
اولم تري اني بدونك بتُ مكسور المرام ؟
اولم تري قلبي الذي جُرح كجرحِ من سِهام
اوهل ظننتي ... أني على ذلك أُلام ؟
ام هل رجوتِ يا امّاه .. أن يبقى بعدكِ بقلبي السلام !
لِم لَم تعودي ؟
أولم تقُولي انّ ربي لا يحبّ خلّاف الوعُودِ
أولم تقولي ان تلك من افعالِ اليهودِ .. !
اولم تَعِديني صغيراً .. ان نملأ حَديقتنا بالورودِ ؟
اولن تعودي تسألي لي .. رحمة من ربٍ وَدودِ ؟
أوهل نسيتي ؟ ام اننّي النّاسي ؟
أوهل رأيتِي صَمتي وصَمت كلامِي وصَمت إحساسي ؟
أوهل سمعتي .. خفّة نبضي وثُقل أنفاسي ؟
أولم تري لمعة عيناي المُحمّلة بالمآسي ؟
أوهل رجوتي أن انساكِ ؟
لا والّذي خلقكِ ... لن انساكِ
اُمّاه عودي .. أمّاه أين اراكِ ..