أسمع صوت المطر يناجيني بِوقع قطراته ..
مُحمل بِطعم الغيم ، مُذيباً إيايَ في فاه الندم ،
لأنني عالمة أن تخطي مدارات الحلم الوهمية سَيتسبب لي بِصفعة مُؤلمة جداً !
و أن شقي المساء سيغادرني يوماً ما ...
أشعرني و لا أشعرني ،
فَالشتاء مُعتم
استوطنني مُدة سنين ،
وَ رحل . .
مُسربلاً سمائي المتيّمة به بأوشحة رمادية ،
كنت أنتظر مراسم دخول ربيعه بِشغف ،
لأرى أورقة أحلامي تينعْ !
و أنّ انتظاري لم يهدر سُداً . .
و لأن كل شيء أصبح سَراباً . .
فما عدت أميز أأنا في حلم أم في عِلْم ؟
بتُ في كل مسَاءات الحنين أمضغ أرغفة الصبر فلم يبق منها إلا القليل القليل !
و في كل مرة . . أعدنِي سرابًا أعدنِي وهمًا . .
لأجدنِي في كفي النّوى . . !
لأجدنِي في ديباج اليأس . . قانطة !
فـ أشعل قنديلَ الروح . . و أنادي من قمة الجنون أنْ :
" عُدْ فـأنا من يجب عليه الرحيل ! "
فكمـا يلمع البرق من ثنايا الغيْم . .
يُكشَف المستور على مصراعيْه !
فلا يدهشْكِ يا روحي شحوب ظلي . .
و لا يدهشكِ ـ أيضًا ـ حينَ أسأل : " هل أدْركنِي ؟ "
و لا مجيبٌ سوى ظلّي . .
و لا ظلّ على ظلّي !