لا يُغدقُ العذق والعصفور يقصده

حاولتُ ترميم صرحٍ قد بذلت لهُ
وقتاً وجهداً فقالوا لستَ بانيهِ

ما ذا صنعتَ وقد خرتَ نوافذهُ
من هزةٍ زعزعتهُ من أقاصيهِ

فإذ بهي يتهاوى فوق صاحبهِ
وبات فيهِ ولا يدري بما فيهِ

فكيف تبني وما تبنيهِ ليس يُرى
وكيف تبقيهِ إذ ما عاد باقيهِ

فلا سبيلَ لظلِ فيهِ أو ثمرٌ
وأنتَ تُسلبُ ماضِيهِ وتاليهِ

فمت من الجوعِ أو فأكلُ حجارتهُ
فليسَ يعنيهِ من لا شيءَ يعنيهِ

لا يغُدقُ العذقُ والعُصفورُ يقصِدُهُ
أتغضُب الصقرَ والعصفورُ غالِيهُ

فقدُ المبادأ تُخزي من يشيد بها
ولائمٌ الذئب يلقى حظ راعيهِ

لا يشعر الضُر إلا من أحاقَ بهِ
ولا يُمِيتُ الهوى إلا محبيهِ

سيشهدُ الله أنا الماء ينقصني
والنفس تعزفُ عما ليس تسقيهِ

خمسون يوماً وزرعي ما سقيتُ له
تفجر السد فا حذر بطشَ واديهِ

فرأسة مثقلٌ والماءُ يدفعهُ
دفع الرياحِ ودفعٌ من سواقيهِ

كرهت لشِعرِ حتى لا شعورَ بهِ
فالشعرُ كالشّعر يؤذينا فنلقيه

فنستريحُ وننسى ما يؤرقنا
فكاتم الشر حمقاً حين يبديهِ

لا يُضمرُ الحقدَ من أبداهُ ساعته
فمبطن الحقد أنكى من مجليهِ