يستفزني الأحمـر
وكل ما قد يصبغ به
كقميص اشترته أمي لي
فرميته لأنه أحمـر
كالتفاحة التي كادت تقتل بياض الثلج
بسم دس تحت قشرها الأحمر
وكلون النار التي تضرم في حلب
والدم الذي ينزف من أجساد
طفل وشيخ وامرأة
قصفت حتى تلوثت بالأحمر
لله !
متى يختفي الأحمر ؟!
**
لحظة!
قالها وتوقف
ثم التفتَ فالتفتُ أرى
وأردف قائلا
أصدقني وحدثني
عن ما جرى
اعتصر قلبي وتوقف نبضه
كيف أخبره
يا ترى
سقف بيتك الذي كان يحميك
قتل أهلك على الملا
جثة أمك , لا بل أشلاؤها
وجدت ها هنا
وكل اسم تحت اسمك
دفن حتى غاص في قلب الثرى
كسر صمتنا
وقال مستحسرا
ما الذي بقى ؟
أدمعت عيناه
فمسك حجرا ورماه
حينها ردد بأملٍ
نصر الله آت
لا محالَ
**
وصَرختٌ من هناك دوت
فكوا الحصار
بعلي شيخ كبير
قضيتم عليه دون ارتحام
صغيري جائع ويكفيه
صيام
موتوا بمالكم لست ابغيه
فقط فكوا الحصار
آواهٍ
يا عزيز يا جبار
جياعا في كل ليلة ننام
وننزف مع وطننا جراحا
تأبى الإلتئام
ولم يزرنا منذ مدة
الاطمئنان أو الأمان
ولمن ارتحلوا
ذاقوا ذل الارتحال
ولغيرك لا نشتكي يا رحمن
صب جل غضبك
وسلط عليهم
يوم الحساب