الخُلُقُ كلمةٌ متداولةٌ بين الناس لكن لا يفهم معناها إلا القليل، فمن أعز وأشهر معانيها أن الخلق هو الصفة اللازمة التي لا تفارق الإنسان في جميع أوقاته،
ومن هنا نفهم أن المطلوب هو التمسكُ الدائمُ بجميل الأخلاق وعدم إهدارها
مهما تكن الأسباب فإن الكرم مثلاً من أعظم أخلاقنا لكن أعظم معانيه
هو التمسك به على الدوام وليس التخلق به مرةً وينتهي زمانها،
ولهذا فقد عاب القرآن الكريم على من تكرَّم بالعطاء مرةً ثم عاد إلى طبعه الدائم
من الكدِّ والشحِّ والحرمان، قال الله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى ﴾ [النجم 33:34]، أفرأيت من تشجع مرةً ثم أضناه الجُبْنُ بعد ذلك في جميع مواقفه أيكون بذلك شجاعاً؟ كلاَّ..
وكذلك من تجرع مرارة الصبر مرةً ثم دوَّخه الجزع بعد ذلك طول حياته أيُعد بهذا صابراً؟.. كلاَّ،
لأن التخلق بأخلاق الإسلام يفرض على المسلمين عدم تركها أبداً فهذا من معنى أنها أخلاق أي صفاتٌ لازمةٌ غير مفارقةٍ للمسلمين.
إن التلون في الأخلاق شأن المنافقين الذين لهم ألوان زور
وبهتانٍ في التعامل مع الناس ولعلهم خبراء في ارتداء أقنعةٍ تصمهم بداهةً بالخزي بيد أنهم لا يصدقون عن أنفسهم ذلك،
ولو أصلحوا من حالهم لعرفوا مغبة خلائقهم وسوء معشرهم.
وعلى هذا فنحن مأمورون أن نمارس أخلاق الإسلام مع كل الناس
حتى مع غير المسلمين وفي جميع الأوقات
وبنفس المقدار في التمسك بهذه الأخلاق حسبةً لوجه الله الكريم.